تلعب التكنولوجيا الحديثة وقواعد البيانات وبعض النماذج الرقمية دورا مهما وفعالا في مجال الإستزراع المائي وتحديد تجمعات الأسماك وحالة البحر ومواعيد النوات وغيرها من المعلومات التي يمكن الإستفادة منها في بناء قواعد البيانات الخاصة بالثروة السمكية وأيضا في القيام بعمليات الصيد بالتوجه عن بعد دون التكلف بعناء البحث عن التجمعات السمكية وهدر الوقت والمال.
ولكي يستفاد من هذه المعطيات الثمينة لابد من وجود تقنيات حديثة ومتطورة بحجم نظم المعلومات الجغرافية لإستثمار معطيات ومعلومات الإستشعار عن بعد بالشكل الأمثل وبشكل تكاملي في الوصول إلي إدارة متكاملة لمورد يعتبر أحد أهم مواردنا الغذائية في مصر.
لذا قامت وزارة البحث العلمي ممثلة في الهيئة القومية للإستشعار من البعد بالتعاون مع وزارة الزراعة وإستصلاح الاراضي ممثلة في الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والشراكة مع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإعداد بروتوكول لتنفيذ مشروع إستخدام تكنولوجيا الإستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية في إدارة وتنمية الثروة السمكية وتم تحديد الأهداف من خلال دراسات علمية قام بها نخبة من العلماء في مجال علوم البحار وإدارة المناطق الساحلية.
ويقول د.سامح الكفراوي رئيس قسم علوم البحار وإدارة المناطق الساحلية والباحث الرئيسي للمشروع بالهيئة القومية للإستشعار من البعد وعلوم الفضاء: إن إستخدام الصور الفضائية وفقا لأسس علمية متطورة وطرق تقنية حديثة أثبتت فاعليتها في أنحاء مختلفة من العالم وفي مختلف المجالات حيث تمكن المسئولين من رصد ومراقبة التعديات علي الأراضي والمسطحات المائية.
وعلي الرغم من إمتلاك مصر للعديد من المقومات التي تؤهلها لأن تكون رائدة علي المستوي الإقليمي في مجال الإستزراع المائي، وإنتاج نوعيات من الأسماك ذات القيمة التسويقية العالية إلا أنه لايوجد حتي الآن حصرا دقيقا ومفصلا لهذه المقومات بالشكل الذي يمكننا من عمل خريطة تنموية للإستثمار في مجال الإستزراع المائي.
كما نجد أن هذا القطاع يواجه العديد من المعوقات أهمها حدة المنافسة علي الموارد المائية والأرضية، بالإضافة إلي المشاكل البيئية الناتجة عن التلوث والتي تؤدي إلي إنخفاض الإنتاجية، وجميع هذه التحديات يمكن مواجهتها وتخطيها من خلال إستخدام تكنولوجيا الإستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية.
ويوضح أن معظم المشكلات الحالية ترجع لعدم توفر البيانات للتنبؤ بمناطق التجمعات السمكية وهجرتها حتى يمكن التركيز على رفع كفاءة أعمال الصيد وتوفير المعدات اللازمة في الأماكن المناسبة.
ويذكر أن أحد أهم العوامل التي تساهم في التنبؤ بمناطق التجمعات السمكية هي الخصائص الطبيعية للمسطح المائي الذي توجد فيه هذه التجمعات مثل درجة الحرارة ونسبة الملوحة بها بالإضافة إلي كمية وتوزيع الكلوروفيل.
ويوضح د.سامح أنه في ضوء التوقعات بزيادة الطلب علي الأسماك نتيجة للزيادة السكانية وتحسين مستوي الدخل وزيادة الوعي الغذائي والذي يقابله محدودية العرض من الأسماك في معظم دول العالم بسبب محدودية الطاقة الإنتاجية للمصايد الطبيعية، يصبح الإستزراع المائي هو المصدر المتاح لزيادة الإمدادات من الأسماك.
الكاتب: سهير هدايت.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.